انطلقت مبيعات تذاكر كأس العالم 2026، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بشكل سيء ومليء بالفوضى وارتفاع التكاليف. إذ شهدت أسعار العديد من المباريات قفزات ملحوظة في الأيام الأولى من طرحها.

هذا التطور أثار استياء الجماهير وأعاد الجدل حول قدرة المشجعين على تحمل تكاليف المشاركة في البطولة الأغلى في تاريخ كأس العالم.

بحسب ما نقله موقع The Athletic، قام الاتحاد الدولي لكرة القدم برفع أسعار تذاكر ما لا يقل عن تسع مباريات بشكل غير معلن، بما في ذلك مباريات دور المجموعات للمنتخب الأمريكي ومباريات الأدوار الإقصائية.

وحدث هذا التغيير بعد يوم واحد فقط من بدء المبيعات. على سبيل المثال، ارتفعت أسعار تذاكر الفئة الأولى للمباراة الثانية للمنتخب الأمريكي في دور المجموعات من 535 دولاراً إلى 565 دولاراً خلال 48 ساعة فقط. بينما تجاوزت تذاكر دور الـ16 في ملعب ميتلايف سعر 980 دولاراً قبل نفادها بالكامل.

أسعار تذاكر كأس العالم.. ارتفاع جنوني

كذلك، شهدت تذاكر ربع النهائي في مدينة كانساس سيتي ارتفاعاً كبيراً. حيث بلغت أكثر من 1180 دولاراً في غضون ثلاثة أيام فقط من إطلاق البيع المبكر.

وكانت الهيئة المنظمة قد أعلنت في وقت سابق عن تطبيق نظام تسعير “ديناميكي”، يُعتمد لأول مرة في تاريخ كأس العالم. يعتمد هذا النظام على تعديل الأسعار بشكل فوري وفق الطلب والمخزون المتبقي. وهو نظام معروف بين مشجعي الرياضة في الولايات المتحدة.

ووفق تصريحات مسؤولي “فيفا”، يُدار هذا النظام بواسطة نماذج آلية تتابع حجم الطلب. فيما تُتخذ القرارات النهائية من جانب أشخاص.

من جهة أخرى، تعرض الفيفا لانتقاداتٍ حادة بسبب تأثير هذا النظام على المشجعين. فقد كشفت مجلة نيوزويك أن أرخص تذكرة لحضور المباراة النهائية لكأس العالم في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي تجاوزت 6000 دولار أمريكي، ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف السعر الذي كان معمولاً به خلال النسخة الماضية في قطر قبل أربع سنوات فقط.

وظهرت قوائم لإعادة بيع التذاكر على المنصات الثانوية بأسعار خيالية وصلت إلى 25000 دولار، رغم تأكيد خبراء أن هذه الأسعار المبالغ فيها لا تجد غالباً مشترين فعليين.

مونديال الأثرياء.. رد رسمي من الفيفا

دافع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن سياسة التسعير الديناميكي باعتبارها وسيلة لضمان التوازن بين الإيرادات ومستوى الحضور الجماهيري.

ومع ذلك، يرى العديد من المعارضين لهذه السياسة. أنها تعكس توجه المنظمة لتحقيق الربح على حساب توفير فرصة متساوية للجميع.

ووصف رونان إيفين، المدير التنفيذي لرابطة مشجعي كرة القدم الأوروبية، هذه الخطوة بأنها خصخصة لبطولة كانت تاريخياً متاحة للجميع.

وفي الوقت ذاته، أطلق الفيفا منصة رسمية لإعادة بيع التذاكر بدون تحديد سقف للأسعار. تختلف هذه الخطوة جذرياً عن بطولات سابقة كانت تحدد فيها الأسعار بقيم اسمية. وتفرض المنصة الجديدة رسوماً إضافية بنسبة 15% على كل من المشتري والبائع .مما يعني أن الفيفا سيحقق في النهاية نحو 30% من قيمة كل عملية إعادة بيع.

ويرى المعارضون لهذه الخطوة أن المنظمة بهذا الشكل أصبحت لاعباً رئيسياً في السوق الثانوية. مستفيدةً من الارتفاع المتكرر للأسعار.

وفي حين تختلف الآراء الاقتصادية حول هذا النهج، أشار معهد كاتو إلى أن التسعير الديناميكي قد يضمن نظرياً تخصيص التذاكر للأكثر استعداداً للدفع، لكن يمكن اعتباره أيضاً أنه يُثقل المستهلكين بتكاليف غير مبررة.

ورغم أن هذا النظام قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار بالنسبة للمباريات ذات الطلب الضعيف، مثل نصف نهائي كأس العالم للأندية في نيوجيرسي حيث انخفضت أسعار بعض التذاكر إلى 13 دولاراً فقط قبيل المباراة، إلا أن تقلبات الأسعار الكبيرة قد تُقصي شريحة واسعة من المشجعين محدودي الدخل وتجعل التكلفة للحصول على مقاعد متشابهة متفاوتة بشكل كبير.